تكثيف العمليات العسكرية للجيش السوداني في شمال كردفان: الأسباب والتداعيات
مع استمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة كردفان، تجددت التصعيدات العسكرية في محور أب قعود وأم صميمة، حيث تقع هذه المنطقة على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، وقد شهدت هجمات مكثفة من قبل الجيش السوداني وقواته المساندة بهدف إعادة السيطرة على المواقع الاستراتيجية، يستخدم الجيش بشكل أساسي راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لتعزيز تقدمه نحو ولاية غرب كردفان وإقليم دارفور.
تتمثل الاستراتيجية العسكرية الحالية في تكثيف الهجمات والمناورات البرية، حيث يشهد محور كازقيل جنوب الأبيض نشاطاً واضحاً في عمليات التوغل والتقدم وذلك لتعزيز السيطرة على الأراضي والموارد، تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على آخر القلاع العسكرية في الولاية، مما زاد من حدة الاشتباكات بالنيران الثقيلة خاصة في مدينة بابنوسة، وتزامنت هذه الاشتباكات مع تعزيزات عسكرية من كلا الطرفين.
على صعيد العمليات الجوية، يستمر الجيش السوداني في قصف حشود قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيّرة، هذه الإستراتيجية تضع ضغوطاً إضافية على القوات المنافسة، تسعى القيادة العسكرية إلى منع تكوين أي قاعدة متقدمة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً في المدن المجاورة والانتصارات العسكرية تحتاج إلى دعم إضافي وإمدادات مستمرة.
على المستوى الإنساني، وثقت شبكة أطباء السودان مآسي إنسانية في مدينتي الدلنج وكادوقلي في ولاية جنوب كردفان، حيث أظهرت التقارير وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية ونقص الإمدادات الأساسية، جاء ذلك نتيجة للحصار المفروض من قوات الدعم السريع، وهو ما يهدد بصحة آلاف المدنيين، إذ يستمر الحصار منذ منتصف يونيو 2023 وقد تفاقم تأثيره على حياة المواطنين.
إن تفاقم الأزمة الإنسانية يشير إلى ضرورة فتح ممرات آمنة لتوفير المساعدات الإنسانية، يعد الوضع البيئي والصحي في كادوقلي والدلنج بالغ السوء حيث تفتقر هذه المناطق إلى أساسيات الحياة، يحتاج المدنيون إلى دعم سريع لتجنب كارثة إنسانية محققة، قد تواجه البلاد تداعيات خطيرة إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة نحو التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار.







