مركبة “أكاتسوكى”: نهاية رحلة استكشاف اليابان للزهرة

أعلنت الوكالة الفضائية اليابانية “جاكسا” عن توقف مركبتها “أكاتسوكى” عن العمل بعد سنوات من التأمل والمراقبة للكوكب الشمسي القريب من الأرض وتتوج هذه المهمة التاريخية بعد نجاحها في تفكيك العديد من أسرار كوكب الزهرة وتقديم بيانات غير مسبوقة عن الغلاف الجوي وخصائص سطحه وبهذه الطريقة تمكنت “أكاتسوكى” من تقديم معلومات قيمة تساعد العلماء في فهم التغيرات المناخية والغلاف الجوي على كوكب الزهرة وهذا سيفتح آفاق البحث العلمي لمحاولة استكشاف كواكب أخرى في النظام الشمسي

عملت “أكاتسوكى” منذ إطلاقها في عام 2010 نحو جمع بيانات دقيقة عن الزهرة حيث كانت قد استخدمت تقنيات استشعار متقدمة لرصد التركيب الكيميائي والغلاف الجوي للجسم السماوي وهذا ساعد على الانتباه إلى تصرفات الرياح والعواصف المليئة بالحمض الأيضي واستنتاج أن الظروف المناخية على كوكب الزهرة تعكس التحديات التي قد تواجهها الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي فعلى الرغم من توقف المركبة عن العمل إلا أن المعلومات التي تم جمعها ستبقى مرجعاً هاماً للباحثين

منذ بداية المهمة أظهرت “أكاتسوكى” نجاحًا في تحقيق الأهداف العلمية المرسومة لها والتي استهدفت دراسة التغيرات السطحية للزهرة والتركيز على الظواهر الجوية المعقدة والغلاف الجوي المتوقع وبهذا الصدد قامت بعرض صور مذهلة للكوكب ولم يكن هذا الإنجاز محصوراً فقط في حقل علوم الكواكب بل أعطى دفعة قوية للتعاون الدولي في مجال الأبحاث الفضائية وسيساهم في مشاريع مستقبلية تعنى بالكواكب الأخرى

رحلة “أكاتسوكى” لن تنتهي هنا بل ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء والباحثين في مجال الفضاء وتعتبر مثالاً على التفاني والابتكار في استكشاف الفضاء وهذا يجسد التقدم الذي حققته اليابان في هذا المجال الحيوي إذ إن العزيمة التي أظهرتها أثناء هذه المهمة تعكس الاعتقاد الراسخ بأن الفضاء يحمل خبايا يجب اكتشافها وتفسيرها بما يعود بالنفع العلمي على البشرية في المستقبل