نجاحات طبية استثنائية: إزالة بطارية خطيرة من بطن طفل في مستشفى ولادة مكة

أسهمت الاستجابة السريعة ضمن نظام الرعاية العاجلة في إنقاذ طفل يبلغ من العمر خمس سنوات بعد ابتلاعه بطارية حارقة استقرت في القولون لمدة تزيد عن ثلاثين يومًا حيث تمكن فريق طبي في مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة من استخراج البطارية باستخدام المنظار السفلي للمرة الأولى في المستشفى دون الحاجة إلى تدخل جراحي وهذه الحادثة تسلط الضوء على فعالية نظام الرعاية الصحية السعودي في التعامل مع الحالات الحرجة دون تعريض الأطفال لمخاطر غير ضرورية.

أفاد تجمع مكة الصحي بأن الطفل وصل إلى قسم الطوارئ وهو يواجه مشكلات صحية سابقة وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين وجود بطارية صغيرة حارقة مستقرة في القولون الأعور منذ ما يقرب من شهر وهذا الأمر استدعى التدخل العاجل لتفادي المضاعفات المحتملة والتي قد تؤثر على صحته العامة وتؤدي إلى مشاكل أكبر قد تؤثر على حياته وصحته النفسية أيضًا مما يعكس أهمية كشف هذه الحالات في الوقت المناسب.

نجح الفريق الطبي في إجراء العملية باستخدام المنظار السفلي خلال فترة قصيرة لم تتجاوز الخامسة والأربعين دقيقة ودون تسجيل أي مضاعفات وهو إنجاز يعد الأول من نوعه على مستوى وحدات المناظير في المنطقة نظرًا لندرة مثل هذه الحالات التي تحتاج عادة لتدخل جراحي مفتوح مما يجعل هذا الإنجاز علامة بارزة في تقديم الرعاية الصحية للأطفال في مكة المكرمة.

أضاف التجمع الصحي أن الطفل غادر المستشفى بعد ثلاثة أيام من الملاحظة الطبية وهو في صحة جيدة مما يعكس الكفاءة العالية للفريق الطبي والمعدات المستخدمة في العملية ويمثل هذا العمل نقلة نوعية في قدرات قسم المناظير الذي يشهد تطورًا مستمرًا في خدماته التشخيصية والعلاجية بفضل كفاءة الكوادر الصحية والتقنيات الحديثة المتاحة.

تشير الإحصائيات إلى أن قسم المناظير بمستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة أجرى خلال عامي 2024 و2025م أكثر من 576 حالة منظار علوي وسفلي مما يعكس جهود التجمع الصحي في تحسين خدمات الرعاية المتخصصة للأطفال وهذا يأتي ضمن أهداف التحول الصحي ورؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية وزيادة جودتها بما يتناسب مع احتياجات المواطنين والمقيمين.