اخر اخبار

آثار حماية الصقر الأسحم على التنوع البيولوجي في محمية شرعان بالعلا

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن تحقيق قفزة ملحوظة في أعداد أزواج الصقر الأسحم داخل محمية شرعان الطبيعية، حيث تسجل المحمية نمطًا مثيرًا للتنوع الحيوي وتعزز مكانتها كملاذ آمن للأنواع المهددة بالانقراض، مما يُظهر نجاح الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي في هذه المنطقة الفريدة، يُعتبر الصقر الأسحم من الأنواع المدرجة ضمن الأنواع المعرضة للخطر وفق القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ويتراوح عدد أزواج التكاثر عالميًا بين 1,149 و1,597 زوجًا، مما يزيد من أهميته كموقع للحفاظ عليه في المملكة.

سجل فريق الحياة الفطرية في الهيئة 39 زوجًا متكاثرًا في محمية شرعان، حيث يُقدر العدد الإجمالي للصقر الأسحم في العُلا بين 50 و70 زوجًا، مما يعكس نحو 4% من العدد الكلي عالميًا، وهذا يضع العُلا وشرعان في مقدمة المواقع الرئيسية لتكاثر هذه الطيور في المناطق الداخلية على مستوى العالم، وتعكس هذه الأرقام مدى أهمية الجهود المبذولة من الهيئة للحفاظ على البيئة الطبيعية وتوفير موائل آمنة للأنواع النادرة.

تسعى الهيئة الملكية لحماية الموائل الطبيعية من خلال استراتيجيات فعالة تؤكد التزامها بالاستدامة البيئية، حيث لاحظت الملاحظات الميدانية أن الصقر الأسحم يفضل المنحدرات العالية المحصنة من المفترسات الأرضية، ويُظهر تكيفًا فريدًا من خلال بدء موسم تكاثره بعد شهر يوليو للاستفادة من هجرة الطيور الصغيرة، هذا التنوع في سلوكياته يعكس نجاح برنامج الرصد البيئي للأحياء والموائل.

بعد مغادرة الفراخ أعشاشها، تتبع مسار هجرتها إلى أفريقيا الجنوبية عبر قناة موزمبيق، حيث تقضي فصل الشتاء قبل العودة إلى مواطنها في الشمال، يعكس هذا الاكتشاف أهمية البرنامج الشامل للرصد البيئي الذي تنفذه الهيئة في محمية شرعان، ويُظهر التزامها تجاه الدراسات البيئية وأبحاث التنوع الحيوي لضمان استدامة النظم البيئية.

تُعتبر محمية شرعان الطبيعية نموذجًا فريدًا في الإدارة المتكاملة للمناطق المحمية، حيث تحتوي على تضاريس متنوعة من جبال ووديان، وتضم أنواعًا نادرة ومتعددة تشمل الوعول والغزلان والذئاب وبعض الطيور المهددة، تتمتع المحمية بأهمية استراتيجية لأنها مدرجة على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، مما يعزز من مكانتها كوجهة للحفاظ على التنوع البيولوجي.

تسجل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا أن زيادة أعداد الصقر الأسحم تشير إلى نجاح جهود إعادة تأهيل النظم البيئية، واستمرارية العمل على ضمان استدامة الطبيعة للأجيال المستقبلية، تتماشى هذه الجهود مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على الاستدامة البيئية وتوفير بيئات آمنة وغنية بالتنوع الحيوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى