أحجام البيانات المسروقة: تحليل أسباب وأبعاد تسريب مليار و300 مليون كلمة مرور
تمكنت مجموعة من الهاكرز من تنفيذ أكبر عملية قرصنة في التاريخ حيث سُرقت أكثر من مليار و300 مليون كلمة مرور تُستخدم عبر الإنترنت في مجموعة متنوعة من المواقع والدول ، واسفرت هذه العملية عن تسرب كميات هائلة من البيانات تتضمن مليوني عنوان بريد إلكتروني أيضًا ، وقد تم على إثر ذلك نشر تقرير تفصيلي من قبل صحيفة “Metro” البريطانية يسلط الضوء على هذه الحادثة المروعة التي نفذها مجرمون إلكترونيون محترفون بصورة مدروسة ومخططة بعناية.
تسجل منظمة “هل تعرضت للاختراق” HIBP التي تُخطر المستخدمين بالاختراقات الحاصلة بيانات عناوين بريد إلكتروني مرتبطة بشركات كبرى مثل “غوغل” و”مايكروسوفت” و”ياهو” ضمن ما تم تسريبه خلال هذه الحادثة ، حيث طلبت المنظمة من الجميع مراجعة أمن حساباتهم مشددة على ضرورة تغيير كلمات المرور فورًا إذا كانوا ضمن المتضررين من هذا التسريب المروع ، كما أوضح تروي هانت الرئيس التنفيذي للمنظمة أن العدد المُسرب يعادل حوالي ثلاثة أضعاف حجم الاختراقات السابقة.
يمكن لمستخدمي الإنترنت أن يتأكدوا من مصير كلمات مرورهم وعناوين بريدهم الإلكتروني عبر استخدام خدمة HIBP المجانية التي تقدمها المنظمة ، مما يوفر لهم فرصة لمعرفة ما إذا كانت معلوماتهم قد تعرضت للاختراق في هذا الحدث المقلق ، ويشير الخبراء إلى أن طالما حافظ الشخص على أمان كلمات مروره وحدّثها بصورة مستمرة فلن ينتهي به المطاف إلى تغييرها بشكل كبير مع كل خرق.
تستند نصائح الخبراء إلى ضرورة عدم استخدام معلومات شخصية مثل الأسماء أو العناوين أو الأغاني المعروفة في تكوين كلمات المرور قوية الأمان ، إذ يُفضل أن يتم صياغة كلمات المرور بشكل يستند إلى جمل غريبة أو تحويلات رياضية يسهل تذكرها من قبل المستخدم ، مما يعزز من مستوى الأمان الرقمي بشكل ملحوظ حتى في ظل هذه التهديدات المستمرة.
جاء الهجوم الأخير بعد فترة زمنية قصيرة جدًا لا تتجاوز الشهر من اختراق حصل لبيانات 183 مليون حساب رقمي ، وقد تم تسريب تلك المعلومات نتيجة لوجود برمجيات خبيثة تُعرف بسارقي المعلومات ، والتي تفحص الأنظمة لاستكشاف البيانات المخزنة مثل الملفات الشخصية وكلمات المرور من أجل تجميع كافة المعلومات الضرورية التي تُمكنهم من اختراق الأنظمة المستهدفة.
انتهى المطاف بالعديد من المعلومات المسربة إلى منصات ومنتديات غير محمية مثل تليغرام ومواقع التواصل الاجتماعي ، مما يعكس مدى اتساع شبكة الخطر والتهديدات الأمنية التي تواجه مستخدمي الإنترنت في الوقت الراهن ، فتلك الحوادث تتطلب وعيًا متزايدًا من الأفراد تجاه أهمية حماية بياناتهم الشخصية وأمان حساباتهم على الشبكة.







