في تجسيد واضح لفن الحوار وأهميته، شهد مؤتمر علمي جيولوجي في إحدى الدول العربية حالة من الفوضى الانفعالية، إذ تداخلت الأصوات واستمر المقاطعون في اعتراضهم على المتحدث، مما حول الجلسة العلمية إلى ساحة جدال غير مثمرة. الحديث الذي كان يحمل أفكارًا علمية عميقة لم يُسمح له بالتدفق بسلاسة، حيث قرر بعض الحاضرين تجاهل قواعد النقاش، وهو ما أثر سلبًا على وعيهم بمحتوى الحديث.
تجسد الحادثة انعدام التوازن في الحوار، فتشتت الأفكار بفعل المقاطعات، وأظهر كيف أن الحوار يمكن أن يتجه نحو الفوضى عندما يفتقر المشاركون إلى ملكات الاستماع. يتضح أن الحوار الفعّال ليس مجرد تبادل كلمات، بل يتطلب احترام الوقت والمساحة المخصصة لكل طرف.
ولفت النظر أن هذه الظاهرة ليست محصورة في المؤتمرات، بل تمتد إلى الكثير من الحوارات اليومية والتلفزيونية، التي قد تتحول إلى مشادات لفظية. وعليه، يصبح من الضروري تعزيز ثقافة الحوار القائم على الفهم المتبادل والاحترام، فالكلمة قد تكون أكثر تأثيرًا من أي فعل إذا ما تم توظيفها بحكمة.