احتفال نور الرياض: تجربة ضوئية فريدة في محطات القطار
لم يعد مشروع قطار الرياض مجرد بنية تحتية ضخمة بل أصبح جزءاً مهماً من القصة الجديدة للعاصمة؛ قصة تتسارع فيها مسارات التطور العمراني وتتقاطع الجمالية مع واقع الحياة اليومية، في احتفالية “نور الرياض” لهذا العام بدا أن خطوط القطار تلتقي مع أضواءه في هدف واحد هو إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان وبيئته عبر الحركة والتواصل والسحر، وقد تجسدت هذه التجربة في المحطات وجعلت من الانتقال اليومي تجربة تعكس الهوية الثقافية للمدينة.
منذ البداية كان شعار “في لمح البصر” يعبر عن هذا الانسجام بين النقل والفن؛ حيث أصبح الازدهار الحضري مصدراً لالتقاء حركتي الحياة والشعور، بالإضافة إلى أن الوقت نفسه أصبح عنصراً في النسيج الفني، تلك اللحظات التي يتم فيها دمج الضوء مع الذاكرة توفر تجربة فريدة للزائر تجعله يتأمل علاقته بالزمان والمكان، وعبر المحطات المختلفة، احتضن “نور الرياض” مئات الآلاف من الزوار الذين يعيشون يومياً هذه التجربة الشمولية.
تمثل محطات القطار مساراً يُعيد تقديم المدينة بنظرة جديدة، حيث تتجاور البُعد الحركي والفني في أجواء نابضة بالحياة والخيال، ومع زيادة شبكة القطار يصبح الإيقاع البصري للمدينة خالدًا، فالحركة لم تعد تشكل مجرد اختصار للوقت والمسافة، بل تحول إلى فضاء جديد ينمي الإدراك وإحساس المكان، كما أن الرياض في السنوات الأخيرة تعتبر الفضاء العام جزءاً من هويتها العصرية ديناميكياً.
تتميز محطة stc بأنها من أبرز المحطات، حيث تجمع أعمالاً فنية تجذب الركاب في تجربة تنسجم مع حركة القطار السريعة، هذا الضوء لم يكن للزينة بل أعاد صياغة المكان كمركز تفاعلي يستنطق الذكريات، أما في محطة المركز المالي فإن جدرانها الزجاجية تُحاكي التركيب الفني “توليفة” الذي يُحاكي الحركة داخل بيئة عمرانية تحركها الأضواء في آن واحد.
تنطلق مسارات القطار بمحاذاة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الذي يجمع بين الذاكرة والتراث، وهذا التحويل للمكان إلى ذاكرة حية يعكس قوى التحولات المعمارية، وبالمثل تُعيد شركة “نور الرياض” صياغة منطقة قصر الحكم لتكون فضاءً يُعبر عن الروح الأصلية للمدينة، عبر الأضواء التي ترسم تفاعلاً جديداً بين الماضي والحاضر.
الجمع بين “نور الرياض” وقطار الرياض يُشكل جانباً جديداً من فلسفة الهوية الثقافية للعاصمة، حيث يتجاوز القطار مجرد وسيلة للنقل ليصبح منبعاً لتجارب فنية جديدة تجسد القدرة على التحول، هذه التجربة تولد سرداً مليئاً بالأبعاد المتعددة للمدينة، وتجعل من الرياض مدينة متجددة وحيوية بشكل دائم.







