اخر اخبار

احتفال نور الرياض: رحلة خمس سنوات من الابتكار الفني والتجديد الثقافي

في مدينة تتطور بسرعة مذهلة وتعمل على مواكبة رؤية السعودية 2030، يحتل احتفال نور الرياض مكانة بارزة كعلامة إبداعية تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والفنية للعاصمة. يمثل هذا الاحتفال منصة للتفاعل بين الثقافات، حيث يدمج بين الفنون المحلية والدولية بلغة الضوء الجذابة، ويعكس روح المدينة المتجددة عبر مساحات عامة واسعة تستخدم كفضاءات فنية تعكس الماضي والحاضر والمستقبل، مما يجعل الفن جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في الرياض.

منذ انطلاقه في عام 2021 بدعم من الهيئة الملكية لمدينة الرياض وبرنامج الرياض آرت، أضاف احتفال نور الرياض بعدًا جديدًا للفنون في الفضاءات العامة، حيث تمكن من جذب الجمهور من كافة الفئات العمرية، وزرع ثقافة الفنون المعاصرة عبر برامج متنوعة وأعمال فنية ضوئية مدهشة، إذ حول الاحتفال تفاصيل الحياة اليومية إلى لحظات ساحرة تتحدث بلغة الفن المعاصر.

على مدار أربع نسخ سابقة، أثبت احتفال نور الرياض أنه حدث فني يتجاوز حدود الفنون التقليدية، متيحًا للجمهور فرصة غير مسبوقة للتفاعل مع الفنون المعاصرة، حيث استقطب أكثر من 9.6 مليون زائر منذ بدايته، محققًا بذلك تفاعلًا مجتمعيًا واسعًا، مما يمهد الطريق أمام الرياض لتكون واحدة من أبرز الوجهات الثقافية على المستوى الدولي.

استمر الاحتفال على مدار 68 يومًا مع برامج ثرية واجتماع عدد كبير من الفنانين من مختلف البلدان، حيث قدمت الرياض أكثر من 450 عملاً ضوئيًا من خلال 365 فنانًا محترفًا، مما أسهم في تعزيز التنوع الثقافي والفني، واستثمار الجهود الجماعية لإثراء الذائقة الجمالية للمجتمع، وهذا يعكس قدرة المدينة على التكيف والتجديد في مشهد فنونها المعاصرة بفضل هذا التنوع والابتكار.

كما ساعدت الفعاليات العامة والأنشطة الثقافية المتعددة على تحقيق نجاحات ملموسة، حيث تجاوزت عدد الفعاليات 6,240، واستهدفت مختلف فئات المجتمع، مما زاد الوعي بالثقافة والفنون، وخلق مشاركات فعّالة من قبل الطلاب والهواة والمجتمع بشكل عام، وهو ما يترجم التزام الرياض بتعزيز التجارب الثقافية المتنوعة.

وعلى الصعيد العالمي، استطاع الاحتفال تحقيق 16 رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس، ما يمثل إنجازًا يعكس مكانة الرياض كواجهة عالمية للفنون الضوئية، ومن خلال استضافته للعديد من الفنانين والقيّمين الدوليين، أصبح الاحتفال مركزاً للحوار الإبداعي وتبادل الأفكار والمعرفة بين المتخصصين في مختلف مجالات الفنون.

مع اقتراب النسخة الخامسة لعام 2025 تحت شعار “في لمح البصر”، يواصل احتفال نور الرياض توسيع نطاق فنه عبر استكشاف مواضيع الحركة والاتصال، مع توزيع الأعمال في ستة مواقع رئيسية تربط بين التاريخ والحاضر، مما يجعل الفضاءات الحضارية جزءًا من التجربة الفنية.

في فترة زمنية قصيرة، نجح نور الرياض في ترسيخ جذوره كمشروع فني متكامل يعزز العلاقة بين السكان والزوار، مما يعطي الرياض بريقًا عالميًا يتماشى مع رؤيتها الطموحة، ومع كل نسخة جديدة، تتسع دائرة الفنون، وتغتني التجارب، مما يساهم في بناء ذاكرة بصرية مشتركة تعكس حيوية الرياض كعاصمة تحتضن الفنون أينما توجهت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى