تقوم المملكة العربية السعودية بتعزيز دور الدين في العلاقات الدولية من خلال استراتيجيات دبلوماسية جديدة تتماشى مع رؤية 2030. تعتبر “القوة الناعمة الدينية” مظلة مهمة في هذا الإطار، حيث تسعى البلاد لتوظيف الدين كوسيلة لبناء جسور التواصل الثقافي وتعزيز قيم التسامح.
تأسس مفهوم “القوة الناعمة” على يد جوزيف ناي، الذي عرّفها على أنها تأثير دولة ما على دولة أخرى عبر الجاذبية وليس الإكراه. وعلى الرغم من أن ناي لم يتطرق بعمق إلى دور الدين في هذا السياق، إلا أن الاستخدام غير المناسب للدين قد يؤدي إلى عواقب سلبية.
منذ تأسيس المملكة، كان الدين الإسلامي جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية، ومصدرًا رئيسيًا لتعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي. قبل رؤية 2030، كان التركيز على دعم المجتمعات الإسلامية عبر المساعدات الإنسانية وبناء المعاهد الدينية والمرافق الطبية.
لكن عقب إطلاق رؤية 2030، قامت المملكة بتحديث دبلوماسيتها الدينية لتشمل الانفتاح الثقافي والترويج للإسلام الوسطي المعتدل. يتمثل أحد أبرز جهود المملكة في تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان لتعزيز التعاون والسلام في زمن يشهد صراعات دينية وثقافية.
تستقبل المملكة سنويًا ملايين الحجاج، حيث تسعى لتقديم خدمات مريحة وفعالة لضيوف الرحمن. ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تساهم السعودية بسخاء في تقديم المساعدات الإنسانية للدول المحتاجة، حيث كانت الدول الإسلامية من بين المستفيدين الأساسيين.
تمثل هذه الجهود خطوة هامة نحو تعزيز الإيجابية الدينية وتعزيز صورة المملكة عالميًا، مما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.