اكتشاف ظاهرة نجم “دلتا قيفاوس” وتأثيرها الفلكي اليوم

تشهد السماء هذا المساء حدثًا مميزًا يتمثل في ظهور نجم “دلتا قيفاوس” الذي يُعتبر واحدًا من أشهر النجوم المتغيرة في السماء الشمالية التي بفضل صفاته المميزة تُعرف فئة النجوم القيفاوية التي تحمل اسمه بإشراقها الذي يجذب الأنظار، ويُعتبر هذا النجم مثالًا واضحًا على الانتظام الكوني المتواجد في الفضاء الواسع

يتغير سطوع هذا النجم بطريقة مثيرة تُقدّر بنسبة تقارب الضعف على مدار حوالي خمسة أيام ونصف تقريبًا، مما يُتيح لهواة الفلك متابعة هذه التغيرات بسهولة نسبيًا، خاصة من مواقع مظلمة بعيدة عن أضواء المدينة، كما يمكن استخدام المنظار الصغير لملاحظة الفرق في اللمعان مقارنةً بالنجوم المحيطة، ما يجعله هدفًا شائعًا بين عشاق مراقبة السماء في الوطن العربي

تُعتبر كوكبة قيفاوس إحدى الكوكبات المميزة التي تُشاهَد في جهة الشمال بعد غروب الشمس خلال أمسيات نوفمبر وديسمبر، وتظهر هذه الكوكبة بشكل يشبه المنزل الصغير ذات السقف الهرمي، حيث تتوزع نجومها بشكل جذاب في السماء، وأحد النجوم الأساسية فيها هو “دلتا قيفاوس” الذي يقبع قرب الزاوية السفلية اليسرى من هذا الشكل المحدد

ينتمي دلتا قيفاوس إلى فئة النجوم النابضة، فهو يشهد تمددًا وانكماشًا دوريًا بفعل اضطرابات تحدث داخل طبقاته بسبب توازن الضغط والحرارة، مما يتيح له زيادة نصف قطره وتخفيضه بنحو 30% مما يؤدي إلى تغيّر واضح في درجة حرارته ولمعانه، ويُعتبر اكتشاف المتغيرات القيفاوية محوريًا في تاريخ علم الفلك حيث مكنت العلماء من قياس المسافات إلى المجرة الشهيرة “أندروميدا” لتأكيد اتساع الكون طيلة الفترات الماضية