التحولات العمرانية واستراتيجيات الاستثمار في مدينة الرياض خلال سيتي سكيب 2025
يستمر معرض سيتي سكيب العالمي 2025 في فعالياته خلال اليوم الرابع والأخير حيث يركز على استشراف مستقبل sector العمراني ويتناول تطوير المشهد العقاري تحت شعار “مستقبل الحياة الحضرية” وتتم رعاية هذا المعرض من قبل وزارة البلديات والإسكان بالشراكة مع الهيئة العامة للعقار وبرنامج الإسكان كجزء من رؤية 2030 وتنظمه شركة تحالف التي تمثل مشروعاً مشتركاً بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والصندوق الاستثماري وذلك في سياق تعزيز الاستثمار العقاري في المملكة.
شهد المعرض مشاركة فعالة من القيادات الحكومية حيث حضر معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير وسعادة الرئيس التنفيذي لهيئة التخطيط والتطوير العمراني المهندس أحمد عبدالعزيز الخياط اللذان شاركا في جلسة تناولت أهمية البيانات في التخطيط العمراني والمشاريع الكبرى والشراكات بين القطاعين العام والخاص في تطوير المدن الخليجية وتحديد كيفية رفع كفاءة التنمية المتسارعة بما يتماشى مع الاحتياجات المستقبلية.
في نفس الإطار قام رئيس الإدارة العامة للاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة سعد الكرود بتوضيح رؤية الصندوق لفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص من خلال تطوير منظومات متكاملة تدعم جودة الحياة وتنميتها المتسارعة بما يتماشى مع التحولات العمرانية الهامة التي تشهدها المملكة ويؤكد ذلك التوجه نحو إنشاء بيئات حضارية تدعم حياة المجتمع بشكل أفضل.
كما تم الإعلان في المعرض عن حصول مجموعة روشن على أول ترخيص فوري لمشاريع البيع على الخارطة وذلك في إطار جهود الهيئة العامة للعقار لدعم منظومة التطوير العقاري مما يعكس رؤية مستقبلية في تحسين كفاءة الإجراءات ويشجع الاستثمارات الجديدة حيث تمثل هذه الخطوة إضافة هامة للسوق العقاري وتعزز من فرص التوسع الاستثمارية.
وانطلقت مناقشات أيضاً حول فرص الاستثمار في البنى التحتية التعليمية بمشاركة وكيل وزارة التعليم للاستثمار المهندس عبدالرحمن الهاجري الذي أشار إلى أن تقديرات الفرص قد تصل إلى نحو 50 مليار ريال مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا القطاع وينعكس إيجاباً على تطوير الخدمات التعليمية في المملكة ويعد دليلاً على التوجه المتزايد للاستثمار في هذا المجال الحيوي.
وقدم نائب رئيس اللجنة الإدارية لشركة القدية للاستثمار مورجان باركر تصوراً حول نموذج القدية كمدينة مبتكرة تدمج بين الترفيه والرياضة وتعزيز التفاعل الاجتماعي مما يمثل التصور الجديد لمدن المستقبل ويعطي بعداً إضافياً للخيارات المتاحة للمستثمرين في القطاع العقاري ويساهم في رسم مستقبل أفضل للمنطقة.
وفي قمة مستقبل الحياة استعرضت الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري في مصر مي عبدالحميد تجارب الإسكان الميسر وأدوات التمويل الحديثة التي يمكن أن تكون دروساً مستفادة لبيئات عمرانية مشابهة مما يعزز من التعاون الدولي في مجال الإسكان مما يتيح فرصاً جديدة للتبادل المعرفي والخبرات بين الدول.
كما قدّمت الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Gehl Architects هيلي سوهولت رؤية خاصة حول تصميم المدن المرتكز على الإنسان عبر تقديم تجربة مبتكرة مستمدة من المدينة المنورة في الجمع بين التقنية الحديثة والاحتياجات المجتمعية ذلك يعكس توجهات جديدة لتطوير المدن بشكل يتماشى مع تطلعات ونمط حياة السكان.
استقطب معرض سيتي سكيب العالمي اهتماماً كبيراً من مطورين ومستثمرين دوليين بحثاً عن الفرص المتاحة في السوق العقارية السعودية التي تشهد نماذج تطويرية متنوعة حيث تنعكس هذه البيئة للاستثمار الواسع في المشاريع العقارية في القطاع وهذا ما يؤكد على أهمية السوق السعودية كمركز رئيسي لتنمية صناعة العقارات.
كما انعقدت منافسات “هاكاثون قادة المستقبل” في اليوم الثالث من المعرض حيث شارك فيها العديد من الطلاب من عدة جامعات معروفة مما يعكس الحراك الفكري في تصميم المدن وقد أظهر الطلاب أفكاراً مبتكرة حول كيفية إعادة تخيل المدن مما يساهم في تسريع وتيرة الإبداع والتطوير المتواصل في هذه المجالات الحيوية ويفتح المجال لتبادل الأفكار والرؤى الجديدة في هذا الصدد.
فاز فريق مكون من أربع طالبات من جامعة الملك سعود بالمركز الأول وجائزة تبلغ 30 ألف ريال إلى جانب فرص تدريب لدى شركة الماجدية وتم تقدير جهود الفريق صاحب المركز الثاني بمنحة مالية قدرها 20 ألف ريال مما يعزز من روح المنافسة والشغف لدى الشباب في هذا القطاع الحيوي بما يسهم في استدامة التطوير والابتكار.
اختتم المعرض بحضور متميز من المستثمرين والمطورين والخبراء حيث أعكس الحضور الكبير مكانة المملكة المتنامية كمركز مؤثر في مجال التطوير العمراني واستراتيجياتها المستقبلية التي تهدف إلى صياغة تحولات نوعية في أساليب التخطيط العمراني وبناء المدن سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
