الحراك الثقافي بين السعودية واليابان: تجليات التراث في سوق الموسم

منذ بدء فعالياته في التاسع من نوفمبر الجاري في منطقة الطوالع التاريخية يعد سوق الموسم من أبرز البرامج الثقافية التي جرت ضمن موسم الدرعية 25/26، ويستمر في جذب الزوّار لما يكتنزه من عمق تاريخي وثقافي ويعتبر المكان مثالًا حيًّا يربط بين الماضي والحاضر إذ استهل السوق نشاطاته بأجواء النِجْناج التي تعيد الذكريات إلى عصر الأسواق النجدية القديمة حيث كانت هذه الأسواق تمثل حركة تجارية واجتماعية نابضة بالحياة.

وسط الأجواء المميزة التي يتمتع بها سوق الموسم يتوافد الزوّار للاستمتاع بالتنوع الثقافي الفريد وسط احتفاء المملكة واليابان بذكرى العلاقات الدبلوماسية على مدار سبعين عامًا، حيث تمتزج ثقافة كيوتو اليابانية بالتقاليد المحلية من خلال تقديم عادات متعددة تسلط الضوء على القيم الثقافية العريقة لكلا الشعبين، مما يخلق بيئة تجمع بين الأساليب الحديثة والتراث الغني في تناغم ثقافي ملهم.

كما يعكس سوق الموسم تجربة فريدة تجمع بين الفنون والحرف اليدوية إذ يمكن للزوّار الاستمتاع بعروض حية تتنوع بين الحفر على الخشب والرسم وتعلم اللغة اليابانية، بالإضافة إلى تقديم القهوة السعودية والماتشا اليابانية حيث يُعد هذا المزيج تجربة غنية تتيح للزوار فرصة الغوص في تاريخ الفن والتراث الحضاري لكلا الثقافتين.

الأطفال والعائلات يحصلون على نصيبهم من التجربة المميزة داخل سوق الموسم من خلال توفير مساحة مخصصة للألعاب الشعبية التي تعكس الثقافة السعودية واليابانية، حيث يتاح لأطفال السنا أن يستمتعوا بتنمية مهاراتهم من خلال ورش العمل المخصصة لتعليم الحرف اليدوية، وأنشطة تفاعلية تدعو للمشاركة الأسرية مما يجعل هذه المناطق هي الأوفر حظًا في جذب انتباه الزوار.

اختيار منطقة الطوالع كمكان لاستضافة نشاطات سوق الموسم يعد خطوة استراتيجية تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والتاريخية للدرعية، حيث تعتبر هذه المنطقة مركزًا تاريخيًا مهمًا وقد لعبت دورًا رئيسيًا في الحركة التجارية والزراعية عبر العصور، مما يجعل من هذا البرنامج جسراً ثقافياً يجمع بين التاريخ والأنشطة الحديثة بطريقة مبتكرة.

يتوقع أن يشهد سوق الموسم إقبالًا متزايدًا في الأيام القادمة، لما تحظى به الفعاليات من اهتمام خاص بين الجانبين السعودي والياباني، مما يعني أن هناك تنوعًا مستمرًا في البرامج والنشاطات التي تُناسب كافة الفئات مما يخلق جوًا رائعًا للعائلات وللزوّار الاستمتاع بتجربة حقيقية للثقافتين معًا.

تجدر الإشارة إلى أن سوق الموسم يأتي كجزء من الجهود الكبيرة التي تقوم بها هيئة تطوير بوابة الدرعية لدعم رؤية السعودية 2030 وتعزيز مكانة الدرعية كوجهة ثقافية عالمية، مما يعكس أهمية هذه الفعاليات في إيجاد بيئة ملائمة للنمو الثقافي والسياحي بما يتماشى مع التطورات العالمية المستدامة.