الزبادي اليوناني والعادي: تحليل علمي للمزايا والاختلافات الفعلية

شهدت السنوات الأخيرة رواجًا متزايدًا للزبادي اليوناني كبديل للزبادي العادي خاصة بين الشباب الذين يفضلون تضمينه في فطورهم الصحي مع الفواكه والمكسرات وترتبط هذه الظاهرة باعتقاد شائع بأن الزبادي اليوناني يوفر فوائد غذائية أكبر مما يطرح تساؤلات حول مدى دقة هذا الادعاء ومدى تقارب النوعين من حيث القيم الغذائية والخصائص الصحية

يرى خبراء التغذية أن الزبادي اليوناني والعادي يشتركان في العديد من المكونات الأساسية إذ يتم تصنيع كل منهما من الحليب والبكتيريا الحية النشطة المفيدة لصحة الأمعاء وفوق ذلك يُعد كل من الزباديين مصدرًا جيدًا للبروتين والكالسيوم والمعادن الضرورية لصحة العظام والعضلات بالإضافة إلى أنهما يحتويان على البوتاسيوم الذي يسهم في تنظيم ضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم

تشير اختصاصية التغذية إيفيت هيل إلى أن فوائد الزبادي تمتد لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية فمن المهم الإشارة إلى دور الزبادي في دعم عملية التحكم بالوزن عندما يتم تضمينه ضمن النظام الغذائي المتوازن وهذا يعزز أهمية تناول الزبادي ضمن الروتين اليومي للعديد من الأشخاص الراغبين في تحسين صحتهم العامة

يكمن الاختلاف الأساسي بين الزبادي اليوناني والعادي في كيفية تصنيعه حيث يتم تصفية الزبادي اليوناني لإزالة معظم سائل مصل اللبن مما يمنحه قوامًا أكثر كثافة ودسامة بينما يحتفظ الزبادي العادي بمصل اللبن ما يجعله أكثر سيولة وتؤدي عملية التصفية إلى تقليل كمية اللاكتوز في الزبادي اليوناني مما يجعله خيارًا مفضلًا للبعض الذين يعانون من حساسية اللاكتوز

توضح أماندا سوسيدا المختصة في صحة الأمعاء أن البكتيريا النشطة الموجودة في كلا النوعين تساعد على تحليل اللاكتوز ما يتيح لكثير من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الألبان هضم الزبادي بسهولة أكبر من الحليب أو الجبن وتشير إلى أن الزبادي اليوناني يمثل خيارًا جيدًا لمن يعانون من حساسية اللاكتوز دون التخلي عن غيره من منتجات الألبان منخفضة اللاكتوز

رغم تفوق الزبادي اليوناني في محتوى البروتين تؤكد آمي وودمان اختصاصية التغذية أن الزبادي العادي غالبًا ما يتضمن نسبة أعلى من بعض المعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم ويجب التنويه أن القيم الغذائية قد تختلف بشكل كبير من علامة تجارية لأخرى مما يستلزم البحث الجيد قبل الاختيار

بالنسبة للسعرات الحرارية فإن الزبادي العادي يميل لاحتواء نسب أقل من السعرات مقارنةً بالزبادي اليوناني على الرغم من أن الفارق قد يكون محدودًا ومع ذلك يوفر محتوى البروتين المرتفع في الزبادي اليوناني شعورًا أكبر بالشبع وهو ما يجعله خيارًا مفضلًا لمن يسعون للتحكم في وزنهم أو زيادة الكتلة العضلية لتحقيق أهدافهم الصحية

في النهاية يعتمد اختيار النوع الأكثر فائدة على الأهداف الصحية لكل فرد ذلك فإن المهتمين بالحصول على بروتين أعلى قد يميلون إلى الزبادي اليوناني بينما قد يعتبر الزبادي العادي الأنسب لمن يحتاجون لتقليل كمية البروتين مثل المصابين بأمراض الكلى المزمنة لذا من المهم استشارة متخصص قبل اتخاذ القرار المناسب لصحتهم العامة