اخر اخبار

السوريون يخلدون الذكرى الأولى لنهاية عهد الأسد

يستذكر السوريون في الثامن من ديسمبر لعام 2024 الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد الذي جاء بعد ثورة شعبية انطلقت في عام 2011 وأسفرت عن تغييرات جذرية في المشهد السياسي في البلاد، انتهت المدّة الطويلة لحكم عائلة الأسد التي امتدت من عام 1971، حيث فر بشار الأسد من العاصمة إلى روسيا مستغلاً الظروف المواتية ليحصل على اللجوء، مما يشير إلى انهيار النظام القديم الذي حكم بقبضة من حديد، وبدأت مرحلة جديدة من الانتقال السياسي.

تجارب الفشل وانتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكم الأسد ألقت بظلالها على الوضع الداخلي في سوريا، حيث استعادت قوات المعارضة السيطرة على العديد من المناطق بما في ذلك دمشق، وعزز الانتصار العسكري من موقف القوى التي تسعى للتغيير السياسي في البلاد، حيث شكل ذلك ضربة قاسية للمحور الإيراني الذي كان يعتمد على سوريا كقاعدة استراتيجية لإمداد مجموعة حزب الله بالمساعدات اللوجستية، مما بدا أن معادلات القوى في المنطقة ستتغير.

بالتزامن مع ذكرى سقوط الأسد، دعت شخصيات سياسية ودينية للاحتفال بالتحولات الجديدة، لكن رجل الدين العلوي غزال غزال دعى أبناء طائفته إلى عدم المشاركة في الاحتفالات، حيث اعتبر ذلك ظلماً يطال الأقلية العلوية، وأعلن غزال عن إضراب عام شامل استمر لمدة خمسة أيام، وذلك في الفترة من الثامن وحتى الثاني عشر من ديسمبر، ليعكس التوترات الداخلية التي لا تزال قائمة.

في مناطق شمال وشرق سوريا، اتخذت الإدارة الذاتية الكردية خطوة لمنع الاحتفالات بهذه المناسبة، بحيث تم حظر أي تجمعات أو فعاليات جماهيرية، مشيرة إلى تزايد نشاط الخلايا الإرهابية في المنطقة، مما يبرز التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها البلاد في ظل بيئة مضطربة، حيث أن تقييم الوضع الأمني لازال يعتبر أساسياً.

على الرغم من المخاوف السائدة، اتجهت سوريا الجديدة نحو سياسة خارجية متوازنة، واعتمدت نهجًا موحدًا في العلاقات مع القوى الكبرى، حيث أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في تصريحات له في منتدى الدوحة أن إسرائيل كثفت من عملياتها العسكرية ضد سوريا، حيث نفذت أكثر من ألف غارة وعمليات توغل بري، مما يعكس أنها تحاول تصدير الأزمات إلى الدول الأخرى وسط توترات مستمرة في المنطقة.

جدد الشرع تأكيده لالتزام دمشق بالاتفاقات المبرمة مع إسرائيل عام 1974، مشددًا على أن مخاوف إسرائيل غير مبررة، في وقتٍ يتم فيه استهداف سوريا بشكل متكرر، الأمر الذي يدفع البلاد إلى البحث في سبل جديدة لحماية سيادتها، ويبدو أن تصعيد العمليات الإسرائيلية قد يضاعف من تعقيدات المشهد، مما يتطلب وعيًا استراتيجيًا في التعامل مع الوضع الراهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى