المريخ يبلغ أقصى مسافة له من الأرض في 2023
وصل كوكب المريخ اليوم إلى أبعد نقطة له عن الأرض في مداره حول الشمس في ظاهرة فلكية تُعرف باسم الأوج إذ بلغ بعده نحو 2.42 وحدة فلكية ما يعادل تقريبًا 362 مليون كيلومتر، ويُشير هذا الحدث إلى تغيرات واضحة في كيفية ظهور الكوكب في السماء بالنسبة للراصدين على الأرض مما يثير اهتمام علماء الفلك بشكل خاص ويرفع من نسبة الأبحاث والدراسات المتعلقة بالكوكب الأحمر وخصائصه.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة أن المريخ يدور في مدار بيضاوي حول الشمس ومع وصوله إلى الأوج يسجل أكبر مسافة تفصل بينه وبين الأرض خلال الدورة المدارية، ويؤثر ذلك على حجمه الظاهري وسطوعه في قبة السماء إذ لا يتجاوز قطره الظاهري 3.9 ثوانٍ قوسية ليبدو أصغر وأقل لمعانًا مما كان عليه في الأوقات السابقة وهو ما يهم الفلكيين لدراسته بعمق أكبر.
أفاد أبو زاهرة أن موقع المريخ خلال هذه الفترة سيكون قريبًا من الشمس بالنسبة للراصد من الأرض بزاوية فاصلة تقدر بنحو 10.4 درجات فقط مما يجعله في موضع صعب للرصد، لذا فإن هذا الأمر يقلل من فرص رصد الكوكب بشكل آمن أو فعّال بالتلسكوبات أو المناظير، وهو ما قد يشكل تحديًا أمام الفلكيين الذين يرغبون في دراسة الظاهرة.
وأكد ضرورة تجنب توجيه أي أجهزة رصد نحو الأجرام القريبة من الشمس حرصًا على السلامة وأشار إلى أن هذا الحدث رغم صعوبة رصده يعد فرصة علمية لدراسة الحركة المدارية للكواكب وفهم التغيرات في المسافات الفلكية بدقة، وهو إنجاز يتطلب التعاون بين مختلف المؤسسات العلمية لتحقيق أفضل النتائج.
يُعتبر وصول المريخ إلى الأوج في 30 نوفمبر 2025 مناسبة فلكية مهمة تُسهم في متابعة موقعه في السماء وتعزيز الدراسات المتعلقة بديناميكية النظام الشمسي، حيث يمكن للعلماء استغلال هذه المناسبة لإجراء أبحاث جديدة وربطها بالمعلومات الموجودة بالفعل عن كوكب المريخ وبالتالي تطوير المعرفة حول الفضاء والكواكب بشكل عام
