تراث العقال الحساوي: حرفة تعكس تاريخ الأجداد وثقافة الزمن القديم
في عالم الحرف التقليدية، يبرز الحرفي صالح السلطان بمواهبه الفريدة في صناعة العقال الحساوي اليدوي، تعود أصول هذه الحرفة إلى آلاف السنين حيث تتجلى في تفاصيلها حكايات تاريخية عميقة، يقف السلطان بكل شغف بين أدواته وخيوطه expertly woven ليقدم للزائرين نظرة إلى تراث يمتد بين 2000 و4000 سنة قبل الميلاد، وقد عُثر على تماثيل قديمة تبرز شكل العقال بشكل واضح ترمز إلى عمق الحضارة.
يستعرض السلطان بحفاوة المراحل المختلفة لتطور العقال عبر الزمن، ابتدأً من العقال السحاب، الذي كان يُستخدم في ربط أرجل الجمال والنعام، ليظهر لاحقاً الشكل المعروف بالعقال القحاطة، والذي يتميز بمرونته وقابليته للتكيف، وهو ابتكار يعكس المهارة العالية للصناع الأوائل، ورغم بساطته إلا أنه تجسد دلالة على الحكمة في التعامل مع المواد.
مع مرور الوقت، شهد العقال تطوراً ملحوظاً ليظهر العقال المُقصب، الذي أخذ مكانة مرموقة في الأزياء التقليدية، وصولاً إلى العقال الأسود، الذي أصبح رمزا للزي السعودي المعاصر، وبالتالي فإن حرفة العقال تُعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية التي تعتز بها الأحساء، وتستمر في التألق في ذاكرة الثقافة السعودية.
تظل حرفة العقال حاضرة في كل مناسبة سواء التراثية أو الاجتماعية، وما زالت تتوارثها الأجيال، إذ يجسد كل قطعة جزءاً من التاريخ الطويل والتقاليد المتجذرة في نفوس أبناء المنطقة، ويعتبر العقال رمزًا للأناقة والتراث العريق، فهذا الإبداع لا يقل أهمية عن أي فن صناعي آخر، ويستمر في تشكيل هوية الأجيال المقبلة.







