تكفير السيئات في زمن الفتن: دعوة للتسامح والتأمل في التقنية الحديثة
ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة خطبة الجمعة من المسجد الحرام حيث تناول في خطبته أهمية تكفير السيئات في عصر تتعدد فيه الفتن وتنتشر بشكل سريع عبر التكنولوجيا الحديثة وقد أشار إلى طبيعة النفس البشرية التي تميل إلى المغريات والضعف أمام الشهوات وارتكاب المعاصي مما يستدعي العبد إلى العودة إلى الله من خلال التوبة والاستغفار وذكر أن هذا القرب من الله يتوقف على مجاهدة الإنسان لنفسه والانتصار على أهوائه فإنه كلما زادت المجاهدة اقترب العبد من الله سبحانه وتعالى.
وأبرز فضيلته في خطبته أهمية اتباع السيئات بالحسنات ليكون ذلك أسهل السبل لتكفير الذنوب وأشار إلى قول الله تعالى الذي يذكر فيه أن الحسنات تذهب السيئات وأضاف أننا جميعًا نحتاج إلى تحصين أنفسنا من الفتن التي تلاحقنا يومًا بعد يوم وأن الأعمال الصالحة متنوعة ويجب على المؤمن أن يستمر في فعلها ليبقى في معية الله ورحمته وأكد على فضل التوحيد كأحد أعظم الحسنات وهو طريق إلى مغفرة الذنوب مهما بلغ مقدارها.
وذكر بأن التقنية الحديثة تعرض علينا الفتن والشهوات بشكل شبه دائم مما يستدعي أن يكون المؤمن حريصًا على درع نفسه بالأعمال الصالحة وعدم التغافل عن الذنوب بل ينبغي أن تكون كل خطيئة دافعًا نحو عمل صالح ليعيش الإنسان في رحاب الله ورحمته ويشملهم عفوه الواسع وأكد على ضرورة التحذير من إلف المعاصي والاعتياد على السيئات مشددًا على أن هذا الأمر يعد علامة على الخذلان والبعد عن رحمة الله في حين أن من يشعر بثقل ذنوبه فذلك يدل على إيمانه وقربه من الله.
ودعا الشيخ بليلة الجميع إلى تقوية إيمانهم من خلال الاكثار من الاستغفار والعبادات التي تقربهم إلى الله والحرص على تجنب ارتكاب الذنوب والعيوب التي قد تكسبهم الفتن ويكونوا من بين أولئك الذين يُغفر لهم ولذك طبيعة الإنسان تتطلب التوبة التي تفتح باب الرحمة وتؤدي إلى التخلص من السيئات بل وتحولها إلى حسنات فإذا استمر العبد في السعي للخير فإنه مقبول عند الله وينال رضاه.







