اخر اخبار

رصد مجرة الشبح: دراسة مسحية من نفود المعيزيلة جنوب رفحاء

رُصدت مجرة “الشبح” (Dragonfly 44) في سماء نفود المعيزيلة جنوب محافظة رفحاء منطقة الحدود الشمالية في مشهد فلكي مميز وثقته عدسات المهتمين بعلوم الفلك والتصوير الليلي، وتُعد المجرة من أبرز المجرات ذات الكتلة الضخمة في الكون وتثير اهتمام الباحثين نظرًا لخصائصها الفريدة، حيث أن طبيعة هذه المجرة تكشف عن المزيد من الأسرار الكونية التي لا يزال العلماء في مرحلة اكتشافها.

تقع مجرة “الشبح” على بُعد يُقدَّر بنحو 32 مليون سنة ضوئية من الأرض ضمن كوكبة الحوت، وتواجه الأرض بزاوية تسمح برصدها عبر معدات التتبع الفلكي عالية الحساسية، وتُعرف علميًا بكونها إحدى المجرات “الخافتة للغاية” نتيجة قلة مكوناتها المرئية، وهذا ما يجعلها موضوع بحث مستمر لفهم العالم الكوني المحيط بنا، حيث تعتمد الرؤية الفلكية على الدقة في تحديد مواقع الأجرام السماوية.

وأوضح عضو جمعية آفاق لعلوم الفلك برجس الفليح لـ”واس” أن الدراسات الفلكية الحديثة تشير إلى أن مجرة Dragonfly 44 تُعد في كتلتها قريبة من كتلة مجرة “درب التبانة” إلا أن الفرق الجوهري يكمن في مكوناتها، إذ يشكّل ما يُرى منها من نجوم وغبار وغاز نحو 1% فقط، فيما يتألف الـ99% المتبقي من المادة المظلمة وهي مادة غير مرئية لا تصدر ضوءًا، لكن تأثيرها الجاذبي يدل على وجودها.

وأفاد أن هذه الصفات تجعل Dragonfly 44 واحدة من أهم المجرات التي تُسهم في تعزيز فهم العلماء لطبيعة المادة المظلمة ودورها في تشكيل الكون وبناء المجرات، مشيرًا إلى أن درب التبانة تضم نجومًا أكثر بنحو مئة مرة مقارنة بمجرة “الشبح” رغم تقارب كتلة كلتا المجرتين، وهذا يفتح المجال لمزيد من الأبحاث والدراسات لاستكشاف هذه الجوانب المثيرة.

وتشهد سماء الحدود الشمالية نشاطًا ملحوظًا لهواة الرصد الفلكي خلال المواسم الحالية، نظرًا لصفاء الأجواء وخلو العديد من المواقع من التلوث الضوئي مما يتيح فرصًا واسعة لتوثيق ظواهر فلكية فريدة، وهذا يشجع المزيد من المهتمين على الانخراط في هذا المجال العلمي الرائع واستكشاف جمال الكون بطريقة مباشرة وملهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى