سوق عرعر الشعبي: تجربة فريدة تعكس تراث البادية وثقافتها

يشكل السوق الشعبي في مدينة عرعر مركزاً حيوياً يجذب أهالي المنطقة والزوار خلال موسم الشتاء لما يقدمه من منتجات ريفية وحرف تقليدية تعكس ملامح الحياة البدوية والموروث الثقافي في شمال المملكة، يعكس تصميم السوق الهوية التراثية للمنطقة حيث يتوافد إليه المتسوقون باحثين عن تجربة فريدة ومميزة تعزز ارتباطهم بالثقافة المحلية والممارسات التقليدية القديمة

يستقطب السوق منذ إنشائه قبل أكثر من عشرة أعوام أعدادًا متزايدة من الزوار والمهتمين بالتراث الشعبي، حيث يتضمن مجموعة متنوعة من المعروضات الطبيعية المعدة بطرق تقليدية، تشمل السمن البري والدبس والبقل واللبن والزبدة والخاثر، يتميز كل منتج بجودة عالية ونكهة أصيلة نتيجة استخدام الخض اليدوي والطهي على نار الحطب، مما يسهم في الحفاظ على التراث الغذائي للمنطقة ويميزه عن المنتجات الحديثة

يوفر السوق أيضاً أركانًا للحرفيات المتخصصات في صناعة المنسوجات الصوفية والمفارش والمقتنيات التراثية، حيث تتم تلك الصناعات باستخدام أدوات تقليدية توارثتها الأجيال المتعاقبة، يعكس هذا المشهد مهارة المرأة البدوية ودورها الحيوي في الحفاظ على الموروث المحلي ويشجع على إبراز الإبداع والابتكار ضمن الفنون الشعبية

بجانب ذلك تبرز في السوق 44 محلًا مخصصًا للأسر المنتجة، حيث يتبنى السوق طابعًا عمرانيًا تراثيًا مستوحى من البيئة الشمالية، مما يساهم في دعم الأسر المنتجة وتعزيز دورة الاقتصاد المحلي، إضافة إلى قاعة “الخزامى” التي تقدم التدريب والتطوير للمشاركين في مجالات الإنتاج والتسويق وتنمية المهارات

تشير الحرفيتان أم ندى وأم سلطان إلى أن مشاركتهما في السوق ساهمت بشكل كبير في توسيع نطاق عملهما وزيادة الطلب على منتجاتهما، أكدت أن السوق تحول إلى منصة حيوية تُمكن الأسر المنتجة من العودة إلى الجذور وتعزيز الذاكرة الثقافية وتقديم تجربة تسوق فريدة تعيد للأذهان مظاهر الحياة القديمة ضمن بيئة تراثية نابضة بالحياة