استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مؤتمرًا في باريس بهدف جذب العلماء الأمريكيين إلى أوروبا. يأتي هذا الاجتماع في ظل الظروف المتدهورة للبحث العلمي في الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي أدى إلى ضغوط سياسية ومالية تزيد من الإحباط بين الباحثين.
المؤتمر، الذي أقيم في جامعة السوربون تحت شعار “اختر أوروبا من أجل العلم”، جمع مفوضين من الاتحاد الأوروبي وعلماء ووزراء لمناقشة الحوافز المالية والإمكانيات المتاحة لجذب العلماء الأمريكيين الذين يشعرون بعدم الاستقرار.
مع التهديدات المتزايدة بخفض التمويل الفيدرالي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخاوف من ترحيل الطلاب الأجانب بسبب آرائهم السياسية، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقديم بديل جذاب لمستقبل هؤلاء الباحثين. الدليل على ذلك جاء من تصريحات أحد المسؤولين الفرنسيين، الذي أكد أن الهدف هو “الدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية وتعزيز رؤيتنا العالمية”.
وفي خطوة لدعم هذا التوجه، أعلن ماكرون الشهر الماضي عن خطط لبرنامج تمويل يساعد الجامعات في تكاليف استقطاب العلماء الأجانب. الجامعات الفرنسية، مثل جامعة “إي مارسييه”، شهدت زيادة كبيرة في الطلبات من علماء أمريكيين منذ أن أطلقت برامج تهدف إلى تأمين بيئات بحثية آمنة.
ومؤخراً، أطلق المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي مبادرة جديدة لجذب الباحثين المتأثرين بتخفيضات الميزانية، بالإضافة إلى أولئك الذين يعملون خارج البلاد. ومع تزايد القلق بشأن الحريات الأكاديمية، يشير المسؤولون إلى أن أوروبا تقدم بيئة أكثر ترحيبًا للعلماء.
ومع أن الدول الأوروبية يمكن أن توفر بنية أساسية بحثية جيدة، لا تزال تعاني من ضعف في التمويل مقارنةً بالولايات المتحدة، مما قد يكون عائقًا أمام تحقيق الأهداف المنشودة في جذب العلماء.