فن الانتقاء: رفاهية الوعي بعيدة عن الكمال

آخر تحديث :
فن الانتقاء: رفاهية الوعي بعيدة عن الكمال

في عالم يمتلئ بالصور والكلمات والأصوات المتنافسة، أصبح فن الانتقاء مهارة أساسية لتحقيق الحياة المتوازنة والواعية. لم يعد مجرد الوجود كافياً؛ بل يتطلب الأمر وعياً يتجلى أولاً في ما نسمح له بدخول أعماقنا.

يجب أن نكون انتقائيين في اختيار الأشخاص الذين نتعامل معهم، فوجود الأفراد الذين يُثنون على حياتنا بدلاً من إحداث عبء عليها هو أمرٌ بالغ الأهمية. كما ينبغي علينا أن نختار بعناية المحتوى الذي يظهر على شاشات هواتفنا، لأن هذا المحتوى يؤثر سلباً أو إيجاباً في حالتنا النفسية.

من الضروري أيضاً أن نكون واعين للمعلومات التي نستقبلها والتجارب التي نتعرض لها، حيث تُشكل هذه العوامل وعيَنا ومزاجَنا وقراراتنا اليومية. فكل ما نسمح له بتوغل في عقلنا يساهم في تشكيل هويتنا.

الإيمان ليس مجرد تراث روحاني، بل هو نتيجة للتراكمات الفكرية والنفسية التي نتلقاها عبر الزمن. وبالتالي، فإن عملية الانتقاء تعتبر حاجة وجودية ضرورية لحماية الذات. الاختيار يعني احترام النفس بما يكفي لرفض ما لا يتناسب معنا، والسعي نحو ما يغذينا بدلاً من استنزاف طاقتنا.

نحن بحاجة إلى أن نحيط أنفسنا بالأفراد الذين يلهموننا ويعززون وجودنا، لا من يثقلون كاهلنا. يجب أن تكون اختياراتنا اليومية شاملةً، بحيث تدفعنا نحو النجاح بدلاً من تجريدنا من الطاقة.

ختاماً، يجب علينا أن نتذكر أن حياتنا تجسد اختياراتنا. لذا، دعونا نختار بعناية وعيَنا، فتحصيل السلام يبدأ باختيار النور وعدم التفريط فيه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.