مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: توثيق تاريخ الحج وعمارة الحرمين بأسلوب بصري متميز
تعتبر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في المملكة التي تهدف إلى الحفاظ على التراث العربي والإسلامي من خلال توثيق وتسجيل هذا التراث القيم، وتوفير المواد والمصادر التاريخية للباحثين والمهتمين مما يسهل عليهم الوصول إلى المعلومات المهمة ويساهم في تنمية البحث العلمي، ومنذ تأسيس المكتبة قبل أكثر من أربعين عاماً تمكنت من تجميع معارف نوعية وتحديثها بشكل دوري لتلبية احتياجات الباحثين والدراسين مما يعزز القيمة الثقافية للمكتبة.
تسعى المكتبة أيضا إلى عرض مقتنياتها النادرة أمام الجمهور خاصة المتعلقة بفريضة الحج وتاريخ الحرمين الشريفين، حيث تقدم معلومات غنية عن مكة المكرمة التي تضم أول بيت وضع للناس والمدينة المنورة التي تحتوي على المسجد النبوي الشريف، لتعكس أهمية هذين الموقعين في الوجدان الإسلامي، ويشمل ذلك عرض صور تاريخية وكتب نادرة تتعلق بهذه الأماكن المباركة.
وأطلقت المكتبة مؤخراً عرضاً للفيلم الوثائقي “أعظم الرحلات.. الحج إلى مكة: على خطى ابن بطوطة” في العاصمة الرياض، حيث أثار الفيلم إشادة واسعة نظراً لتوثيقه لتاريخ الحج وتفاصيله، وكذلك إسهامه في تعزيز الثقافة والتراث السعودي من خلال تقديم تجربة مشاهدة فريدة للجمهور، واستقى الفيلم بعض مشهده من شخصية ابن بطوطة ويعرض الصعوبات التي واجهها خلال رحلته.
يتناول الفيلم ما حققته المملكة من إنجازات في توفير أفضل الظروف للحجاج وتقديم تسهيلات لمساعدتهم في أداء مناسكهم وضمان راحتهم، حيث تم تصوير الفيلم باستخدام تقنيات تصوير متقدمة وبدرجة جودة عالية، وهو يبرز العديد من المعالم التاريخية والمشاهد الحية التي تعبر عن روحانية المكان وأهميته لدى المسلمين في كل أنحاء العالم.
وحقق هذا العمل السينمائي تفاعلاً إيجابياً عندما تم عرضه في عدة عواصم عالمية مثل نيويورك ولندن وباريس، حيث نال عدة جوائز مما يبرز النجاح الكبير الذي حققه، كما تمت ترجمته إلى لغات متعددة ليصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور العالمي، مما يزيد الوعي بتاريخ فريضة الحج والمعاني الكبيرة التي تحملها.
تمتلك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة من الصور التاريخية التي لم يتم نشرها سابقاً تشمل أول وأهم مجموعة صور للحرمين الشريفين التي صورها اللواء محمد صادق باشا، مما يعطي المكتبة بصمة خاصة في توثيق التاريخ العربي والإسلامي، وهذه الصور تمثل جزءاً مهماً ورمزيًا من الإرث الثقافي الذي تسعى المكتبة لتقديمه بشكل منظم وجذاب للزوار والباحثين.
ودعماً للجهود الرامية إلى توثيق تاريخ الحج تعرض المكتبة مجموعة من الصور الفريدة التي قام بتصويرها المصور المصري أحمد باشا حلمي تحت إشراف الملك فاروق، مما يعكس أهمية التصوير في عكس معالم الحرمين الشريفين وكذلك رحلة الملك عبد العزيز، ولا شك أن هذه الرموز التاريخية تمنح الأجيال الحالية تصوراً أوضح عن ماضي بلدهم الغني.
تسعى المكتبة لتوسيع آفاق معرفتها من خلال استيعاب المزيد من الصور والمعلومات التاريخية، حيث حصلت على مجموعة الصور القديمة من المصور البرازيلي همبرتو دا سلفيرا، والتي تسلط الضوء على التاريخ الذي يسبق مرحلة التحديث، مما يعزز من قيمة الصور في باعتبارها مصادر تعلم مهمة للأجيال المقبلة.
