في عالم العلاقات الزوجية، تتجاوز أهمية التسامح حدود الانتصار على الحقيقة. تتزايد لحظات الاختلاف وسوء الفهم، وقد تتوتر الأجواء، لكن الكلمات الطيبة والنوايا الصادقة يمكن أن تنقذ الموقف. هنا يكمن دور التجاوز والتغاضي والاعتذار التي تُعتبر ركائز أساسية للحفاظ على الروابط الإنسانية.
عندما يقوم أحد الزوجين بالاعتذار، حتى وإن كان يعتقد أنه لم يخطئ، لا يعكس ذلك ضعفًا، بل يعكس نضجًا وحرصًا على استمرار العلاقة. فالاعتذار لا يُقاس بمعايير الحق والباطل، بل بالقيمة التي نمنحها للآخر. قولك “أعتذر” يعني اختيارك للسلام ورفعك من قيمة الحب.
أما التغاضي، فهو دلالة على الوعي بأن الجميع يخطئ. التغاضي لا يُفهم كبسالة، بل كفرصة للنمو وإعادة التصحيح دون جروح. إنه فنّ الاهتمام والتعاطف، إذ يُعزز بناء العلاقة مجددًا.
عندما يتغلب الكبرياء، يبدأ التصدع في العلاقة. التمسك بالمواقف والرغبة في إثبات الذات قد تؤديان إلى دمار الروح الحقيقية للتواصل. العلاقة الناجحة لا تنشأ من غياب الخلافات، بل من كيفية التعامل معها بحكمة وفن. الاعتذار، حتى في أصعب اللحظات، يصبح الحل الأفضل للاستمرار لبناء الثقة والأمان وسط تحديات الحياة.