صناعة السعف بنجران: استدامة الحرف التقليدية وتأصيل الهوية الثقافية
تعتبر صناعة السعف في منطقة نجران من الحرف اليدوية التقليدية التي تمثل رمزًا للتراث الثري، تجمع بين الإبداع والمهارة الفائقة، وتظهر في المناسبات الاجتماعية والحياة اليومية حيث تُستخدم في تصنيع مجموعة متنوعة من الأدوات والأوعية الخاصة بالتخزين، هذه الحرفة تبرز قيمة الفن في التفاصيل، وتعكس الطبيعة التراثية للمنطقة، وتحتفظ بخصوصيتها وتاريخها عبر الأجيال، ما يجعل من السعف جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية.
تتعلق هذه الصناعة ارتباطًا وثيقًا بالبيئة المحيطة، حيث تعتمد على سعف النخيل كمادة أولية، وتشكل مصدر إلهام للحرفيين الذين يستخدمونها لإنتاج منتجات فنية، فكل قطعة تعكس الحرفية والمهارة التي يتمتع بها الحرفيون، ومن خلال الابتكار في التصميم والتقنيات المتبعة، تبرز هذه المنتجات كرمز للتراث الحي، الذي يجمع بين الجمال والوظيفة في آن واحد، ما يجعلها محط اهتمام الجميع.
تشمل مراحل صناعة السعف عدة خطوات دقيقة، إذ تبدأ أولًا بانتقاء أفضل أنواع السعف من النخيل حتى تأتي بجودة عالية، يتم تجفيف هذه السعف بعناية ثم تنقع في الماء لتسهيل تشكيلها، يتطلب هذا الأمر المهارة والخبرة، حيث يقوم الحرفيون بجدل السعف بشكل متقن لتحقيق أشكال هندسية رائعة، ثم تأتي مرحلة صبغها بألوان زاهية تعطي لمسة جمالية، مما يجعل المنتج النهائي جذابًا ومميزًا.
تتنوع المنتجات المصنوعة من السعف، منها المطارح بأحجام مختلفة التي تُستخدم لتقديم التمر والزبيب، والجونة التي تحافظ على حرارة الأطعمة والمخبوزات، بالإضافة إلى الزبيل الذي يعتبر إناءً كبيرًا لحمل الأواني المنزلية، كما تشمل المنتجات المهجان والمكانس والسلال والتي يتم توارثها عبر الأجيال، تُعد تلك المنتجات تجسيدًا لما تحمله هذه الحرفة من تاريخ وثقافة، مما يضمن استمرارها في الذاكرة الجمعية للمجتمعات المحلية.
