نمط المناخ وتأثيره على تأخر موسم الأمطار في السعودية
أكد الدكتور عبدالله المسند أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا أن تأخر هطول الأمطار في معظم مناطق المملكة خلال موسم 2025-2026 يعتبر نمطًا مناخيًا معتادًا وليس ظاهرة جديدة بل تكررت عبر العقود وفق السجلات التاريخية، حيث أظهرت البيانات المناخية أن حالات تأخير موسم الأمطار حدثت في عدة أعوام مثل 1971-1972 و1983-1984، مما يوضح أن هذا التأخير يدخل ضمن السياق الطبيعي للأحوال الجوية في البلاد وهذا لا يستدعي القلق او الإرباك.
وأشار المسند في تدوينة له عبر منصة إكس أن البيانات المجمعة بين عامي 1970 و2014 تؤكد أهمية هذا النمط، فقد لوحظ أن بعض السنوات لم تشهد هطول الأمطار إلا بعد نهاية “المربعانية” أو حتى خلال “الشبط” و”العقارب”، وهذا من شأنه أن يعكس التغيرات المناخية الطبيعية التي تواجهها المملكة ولا سيما في فصول معينة، مما يعزز فهمنا لبيئة المنطقة ومعالمها المناخية.
وأكد أن انقضاء نصف موسم “الوسم” دون أمطار لا يعني انتهاء الموسم المطري حيث تبقى الأمطار المتأخرة خلال المربعانية والشبط والعقارب نافعة لإخضرار الأرض ونمو النباتات، وذلك يتطلب وجود الرطوبة اللازمة لضمان فعالية الأمطار، ويظهر أن توقيت هطول الأمطار قد لا يكون بالمقياس التقليدي لكن فائدته تبقى قائمة.
وبخصوص تأثير تبخر المياه على فعالية الأمطار، أوضح المسند أن الأجواء الباردة والمعتدلة تعمل على تعزيز فوائد المطر وزيادة استمرارية أثره على البيئة، لذا تعتبر أمطار الوسم الأفضل، لأنها تأتي في وقت يمكن النباتات من النمو خلال فترات أطول قبل صيف شديد الحرارة، وهذا يعكس أهمية الدور الذي تلعبه التقلبات المناخية.
وفي سياق تطرق المسند إلى ظهور الكمأة (الفقع)، أكد على ضرورة توفر ثلاثة شروط منها هطول الأمطار الواسعة، وتوافر نوع مناسب من التربة، بالإضافة إلى درجة الحرارة الملائمة، حيث تمتد الفرصة لظهورها حتى منتصف المربعانية في الأجواء المستقرة والمعتدلة، مشيرًا بذلك لإمكانية الزراعة واستدامة الحياة البرية بالمملكة.
وأنهى المسند حديثه بالتأكيد على أن الوضع المناخي الحالي لا يعتبر سببًا للقلق، حيث عرفت المواسم الزراعية السابقة تأخيرات مشابهة، وتؤدي عادةً هذه التأخيرات إلى أمطار تعتبر مفيدة لتجديد الحياة الطبيعية وتبشر بموسم ربيعي غني بالخيرات مما يعكس تحمل الطبيعة لتغيرات الزمان والبيئة.







