اكتشافات جيولوجية مذهلة: السعودية تكشف عن بياناتها الثمينة للعالم
أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مجموعة جديدة من البيانات الجيولوجية المتقدمة بحجم تجاوز 10 تيرابايت، ويأتي ذلك في إطار خطة استراتيجية تهدف لتعزيز دور المملكة في علوم الأرض ودعم جهود تنويع الاقتصاد الوطني وفق رؤية 2030، حيث تسهم هذه الخطوة في تحسين فعالية قطاع التعدين وتتيح للمستثمرين الوصول إلى معلومات دقيقة وشاملة ومتنوعة للمساعدة في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
أوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة طارق أبا الخيل أن هذه الحزم تمثل خطوة هامة نحو تطوير قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية، حيث تتضمن تحديثاً شاملاً لبيانات مواقع التمعدن وآبار الحفر، بالإضافة إلى الآبار الاستكشافية الخاصة بالموارد المعدنية، ويعكس هذا التطوير المبادرات التي تسعى الهيئة لتحقيقها من خلال تحديث بيانات الاستكشاف الجيولوجي على مستوى البلاد.
تتضمن الحزم الجديدة بيانات تتعلق بـ 12 مشروعًا جيولوجيًا متقدمًا من ضمها المسح الطيفي عالي الدقة لعينات الحفر اللبّية والتي تمتد لنحو 20 كيلومترًا طوليًا في منطقة الدرع العربي، وتم عرض هذه البيانات رسميًا عبر بوابة قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية، مما يتيح للمستثمرين والباحثين الوصول إلى معلومات علمية متخصصة وحديثة تدعم الأبحاث والأنشطة الاقتصادية.
تشمل الحزم أيضًا نتائج التحاليل الكيميائية لأكثر من 88 ألف عينة سطحية، وتأتي ضمن مبادرة البرنامج العام للاستكشاف الجيولوجي، حيث تستعرض التحليل الكيميائي لـ 57 عنصرًا بالإضافة إلى بيانات التحليل الطيفي المتقدم لعناصر محددة، مما يعد تقدمًا ملحوظًا في جودة ودقة المعلومات المتاحة للمختصين في مجالات البحث والاستثمار التعديني.
ذكرت الهيئة أن قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية أصبحت اليوم إحدى أكبر المنصات المرجعية في المنطقة، حيث تحوي خرائط جيولوجية متعددة المقاييس ونتائج مسوحات جيوكيميائية وجيوفيزيائية دقيقة ومعلومات تفصيلية حول مواقع التمعدن، ما يعزز مصداقية البيانات المتاحة ويهيئ بيئة استثمارية قائمة على المعرفة والشفافية اللازمة لدعم المستثمرين.
حول تغطية منطقة الدرع العربي، أوضح أبا الخيل أن البيانات الجديدة تشمل صور الأقمار الصناعية الأصلية وخرائط المسح المغناطيسي والإشعاعي، بالإضافة إلى الصور الطيفية عالية الدقة لأكثر من 100 كيلومتر طولي من عينات الحفر، حيث تمكنت الهيئة من تغطية المنطقة بالكامل بخرائط دقيقة تظهر تراكيز العناصر وتوزيع الموارد المعدنية المتاحة.
عند النظر إلى تأثير هذه الجهود على جذب الاستثمارات، أشار إلى أن المملكة قد حققت قفزة ملحوظة من المرتبة 104 إلى المرتبة 23 عالميًا في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني عام 2024، وفقاً لتقرير المسح السنوي لشركات التعدين الدولية، مما يعكس جودة البيانات المتوفرة وتوفرها بشفافية عالية للمستثمرين الدوليين.
أكد أبا الخيل أن البيانات الجيولوجية السعودية أصبحت مرجعًا علميًا على الصعيد الدولي، حيث استفادت منها أكثر من 800 جهة من 60 دولة مختلفة تشمل جامعات ومراكز بحثية وشركات تعدين عالمية، مما عزز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في علوم الأرض وإدارة البيانات الجيولوجية.
في ختام حديثه، أشار إلى أن إتاحة البيانات المفتوحة تمثل أساسًا لتمكين المستثمرين وتعزيز الشفافية، حيث تم توفير أكثر من 12 نوعاً من البيانات الرقمية الحديثة والتاريخية، مما يدعم اتخاذ القرار الاستثماري ويفتح آفاقًا جديدة لتطوير قطاع التعدين الوطني بشكل فعّال ومبتكر.






