الحرف الدولية في “بنان”: استراتيجية لتعزيز النمو الاقتصادي المحلي
تميز معرض بنان لهذا العام بتنوع ثقافي غير مسبوق حيث تواجدت ثقافات مختلفة من أربعين دولة في بيئة واحدة تتناغم فيها الأفكار والأساليب الفنية المتعددة مما أتاح فرصة للمشاركين لاستكشاف عوالم جديدة من الإبداع والخبرة الحرفية وعرضت الحرفيات مهاراتهن المختلفة في تصاميم تعتمد على التراث المستدام وتعتبر هذه المشاركة تمتاز بجاذبيتها بسبب قدرتها على فتح أفق للحرفيين في السعودية لتوسيع مخيلتهم واستلهام العبق التاريخي في مواكبة التوجهات الحديثة في السوق العالمي، كما أن التجمع الفريد للجناح الدولي ساهم في تبادل المعرفة والثقافات مما يعزز خبرات الزوار كافة.
وشهد المعرض محاورات فعالة بين الحرفيين الدوليين والمحليين حيث تم تبادل المعرفة حول مواد الانتاج وتقنيات التشكيل المختلفة وقد نشأت ورش عمل أسهمت في دمج الحرف التقليدية بطرق مبتكرة تتماشى مع الاتجاهات الحديثة، كل ذلك يعكس أهمية التفاعل والتعاون بين الأفراد لتعزيز مهاراتهم الفنية واستكشاف أساليب جديدة تزيد من قدرتهم التنافسية في السوق كما أظهرت المعارض نماذج للحرف اليدوية ذات الجودة العالية مما يعكس الموهبة الحقيقية والابتكار المتجدد لدى المشاركين.
تعتبر هذه الفعالية منصة مهمة لاستكشاف العلاقات بين الحرفة والسوق بأنها تمثل نقطة انطلاق للابتكارات ذات الطابع الفريد والاستثنائي الذي يعكس الهوية الثقافية لكل دولة من خلال السرد القصصي والتصميم الجذاب الذي يعبر عن البيئة المحلية، وبفضل هذا الترابط أصبح بإمكان الحرفيين السعوديين الاستفادة من هذه التجارب لتطوير منتجاتهم بشكل يتماشى مع التطورات العالمية ويعزز مكانتهم في الأسواق المعروفة كما أن هؤلاء الحرفيين يساهمون بشكل فعال في إثراء ثقافة الحرفة التقليدية في السعودية من حيث الاستخدامات المبتكرة.
أظهرت التجارب الحرفية الدولية حجم التحديات والفرص المتاحة دقيقة تفصيلية مع تسليط الضوء على الابتكارات التي تربط الفنون بالأسواق المحلية كما أن الاتجاه نحو الاستدامة في هذا المجال يعكس وعياً متزايداً بأهمية الإرث الثقافي وعلاقة الحرف بالتوجهات السوقية المعاصرة، من الضروري أن يسعى الحرفيون السعوديون للاستفادة من تلك الأنماط لتوسيع آفاق إنتاجهم كما تسهم هذه الفعالية في تحقيق تواصل مثمر ودي بين الثقافات المختلفة مما يعزز التفاهم المشترك ويوفر منصة للتسويق الفني المبتكر.
يلعب معرض بنان دوراً محورياً في توجيه الحركات الحرفية نحو دمج الفنون بما يتوافق مع طموحات السوق المحلية والعالمية كما يسلط الضوء على كيفية إعاده صياغة الحرف التقليدية من خلال دمجها في مجالات مثل التصميم الداخلي والهدايا، مما يسهل على الحرفيين السعوديين تنمية قدراتهم الإنتاجية والابتكارية في المجالات الفنية المختلفة وذلك عبر التقنيات الرائدة والمعطات الحديثة التي تسلط الضوء على أهمية الحرف من حيث العائدات الاقتصادية وما يصاحبها من تأهيل مستمر يحافظ على الموروث الثقافي ويعكس تطور الفكر الحرفي المحلي.
