أهمية مضغ الطعام بشكل جيد للصحة والهضم السليم
قال استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين بكلية الطب د. خالد النمر إن الوقت الطبيعي لمضغ اللقمة الواحدة يتراوح بين 8 و24 ثانية بينما يُعتبر مضغها في أقل من 8 ثوانٍ نوعًا من التعجل في تناول الطعام، وأشار النمر عبر حسابه على منصة إكس إلى أن المضغ الكافي للطعام يحقق ثلاثة فوائد صحية تتضمن زيادة الإحساس بالشبع وتقليل ارتفاع سكر ما بعد الوجبة والحد من احتمال السمنة مستقبلًا، لذلك فإن هذه العادة تعتبر هامة للغاية في نظام الحياة الصحي.
تشير دراسات طبية معروفة في مجال التغذية والسلوك الغذائي إلى أن المضغ ببطء يعد خطوة مهمة في عملية الهضم ولا يقتصر دوره على تفتيت الطعام فقط بل يسهم أيضًا في تنظيم الشهية وتحسين استجابة الجسم للسكر بعد الوجبات، ويؤكد خبراء التغذية أن تخصيص الوقت الكافي للمضغ يعزز إفرازات اللعاب التي تبدأ من الفم وهي مرحلة أولية تسهل المعدة والأمعاء في إتمام عملية الهضم بكفاءة أعلى، فتناول الطعام ببطء مريح للجهاز الهضمي.
أظهرت الأبحاث أن تناول الطعام بسرعة مرتبط بزيادة احتمالات ارتفاع سكر الدم بعد الوجبة، الأمر الذي قد يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف استجابة الإنسولين وارتفاع مخاطر الإصابة بمقدمات السكري، لذا يعد المضغ الهادئ وسيلة فعالة لتقليل هذا الارتفاع المفاجئ، حيث يمنح الجسم الوقت لامتصاص الجلوكوز بشكل تدريجي مما يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
تشير الأدلة أيضًا إلى أن من فوائد مضغ الطعام بشكل جيد هو إحساس أكبر بالشبع، فبفضل تفاعل الإشارات العصبية المرتبطة بالامتلاء والتي تحتاج لوقت أطول للوصول إلى الدماغ، يؤدي هذا الشعور المبكر بالشبع إلى تقليل كمية الطعام المتناول، ما يسهم في الحد من زيادة الوزن وتقليل احتمالات السمنة على المدى الطويل، إن الشعور بالشبع المبكر يسهم في إدارة الوزن بشكل أفضل وتحسين الصحة العامة.
يؤكد المتخصصون في السلوك الغذائي أن تبني عادات بسيطة مثل تقليل حجم اللقمة و تناول الطعام دون مشتتات وإعطاء كل لقمة وقتًا كافيًا للمضغ يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على صحة الجهاز الهضمي وتوازن الوزن وصحة القلب، بل تعتبر هذه خطوات جزءًا من أساليب الوقاية السلوكية التي ينصح بها الأطباء للحفاظ على نمط غذائي صحي ومستقر، ولذلك يُنصح جميع الأفراد باتباعها لتحقيق الفوائد الصحية المطلوبة.







