الصبر والثبات: دروس من الصحابة في مواجهة التحديات والشدائد
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى الله ومراقبته في السر والنجوى خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام حيث ذكر أن هذه الحياة اختبار وابتلاء وليست دار جزاء وفاء فالابتلاء قدر إلهي يتجلى به صدق الإيمان وضعفه ويظهر أثر ذلك في صبر المؤمنين وقوة إيمانهم وتماسكهم أمام المحن فالمؤمن يواجه الكثير من التحديات ولكنه يظل متمسكًا بإيمانه وثابتًا على المبادئ التي يؤمن بها.
وأضاف أن سنة الله قد جرت بأن يبتلي عباده المؤمنين بالسراء والضراء وبين أن ابتلاء الله يأتي بأشكال متعددة من الغنى والفقر إلى العسر واليسر مما يبرز ضرورة الصبر والاحتساب والقبول بقضاء الله إذ أن الشدائد تعتبر فرصًا للتقرب من الله والابتعاد عن المعاصي فالصبر على الابتلاءات هو دليل قوي على مدى قوة الإيمان وثبات القلب ففي النهاية تحمل الأجر والثواب الجزيل.
وأوضح الشيخ فيصل غزاوي أن التاريخ مليء بأمثلة من ابتلاءات الأنبياء عليهم السلام مثل تكذيب الأقوام لهم وابتلاءاتهم بالنعمة أو المصائب مبينًا أن الصبر كان السمة الأكثر وضوحًا في شخصياتهم فحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعرض للعديد من الأذى لكنه ظل متمسكًا بدعوته وهذا يجعل من قصص الأنبياء مصدر إلهام للمؤمنين في البقاء ثابتين على الحق وتحمل الصعاب.
كما أشار إلى أن الأنبياء رغم كونهم أفضل الخلق تعرضوا لأشد البلاء إذ أن ذلك يعتبر علامة على الرفعة والسمو في الدرجات وهذا يلهم المتبعين لخطاهم من المؤمنين الصادقين الذين يجب أن يتحلوا بالصبر والثبات في مواجهة الفتن والأذى فالصحابة الكرام قدموا دروسًا عميقة في الإيمان والالتزام على الرغم من كل الصعوبات التي تعرضوا لها.
ولفت الشيخ الأنظار إلى ضرورة ثبات المؤمن أمام العادات والتقاليد المنافية للشرع فقال إن الاستجابة لإرادة الكثرة قد تضل المؤمن عن سبيل الحق لذا يجب على كل مؤمن أن ينكر المنكرات ويعمل على الإصلاح من حوله لا أن يقبل بها فالتأييد والمواجهة للمنكرات علامة صادقة على قوة الإيمان، وينبغي أن يكون المنكر سببًا لزيادة الإيمان وليس أداة للضعف أو الاستسلام.
وختم الشيخ بتأكيد أهمية الرضا والتسليم لقضاء الله حيث أن الإيمان بالقدر هو أساس متين يمنع التزعزع خلال المحن لذا يجب على المسلمين أن يحمدوا الله على نعمه وأن يسألوه العافية والتوفيق في الطاعات فشكر النعمة هو جزء من عبادة المؤمن ووسيلة لرفع الدرجات في الآخرة.
