السافانا: تجليات الطبيعة وروائع البيئة في التنوع البيولوجي
في مشهد بيئي فريد يعكس جمال الطبيعة في شمال المملكة وتنوعها الساحر تتألق سهول ومراعي قرية لينة التاريخية الواقعة جنوب محافظة رفحاء في قلب محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية بطبقات من الحشائش والأعشاب الموسمية والشجيرات التي تمتاز بتدرجات ألوانها بين الأصفر والبني في لوحة طبيعية تأسر الأنفاس محاكيةً بيئة السافانا الفريدة، تبرز تلك المنطقة بخصائصها الاستثنائية وتعتبر ملاذًا للمتنزهين ومحبي الطبيعة.
تشهد لينة هذا الموسم تنوعًا نباتيًا استثنائيًا حيث تنتشر الأعشاب العطرية والنباتات المحلية بالتنمية، لا سيما الأشجار المتنوعة التي تشكل مساحات مفتوحة تتجه نحو تعزيز التنوع الحيوي، إذ تلعب دورًا محوريًا في حفظ التوازن البيئي وتعتبر موائل طبيعية تحمي الحياة البرية وتساهم في تخزين الكربون مما يعكس أهمية هذا الكائن الحي في النظم البيئية المعقدة.
تضفي المنطقة خلال ساعات الغروب مشاهد بصرية تأسر الأنظار حيث تتمازج ظلال النباتات بألوان السماء الرائعة مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي، كما تشكل هذه السهول مسرحًا للحياة البرية وتعد موطنًا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، حيث يمكن رؤية الإبل والماشية في منطقة المعيزيلة تحت تنظيم يراعى فيه الضوابط البيئية.
تتزامن هذه المناظر الخلابة مع تنفيذ هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية النسخة الثانية من برنامج الرعي الموسمي الذي أطلقته وفق معايير بيئية دقيقة تهدف إلى ضمان التوازن بين حماية الغطاء النباتي واحتياجات المجتمع المحلي، حيث يستمر البرنامج حتى 31 يناير المقبل مع تطبيق نظام رقابي تنظيمي يسهم في استدامة المراعي والمحافظة على مواردها الطبيعية.
تظل مراعي لينة بتاريخها العريق وجمال بيئتها المتنوعة واحدة من أجمل الوجهات البيئية في شمال المملكة، حيث تقدم مشهدًا متجددًا يجمع بين أصالة الطبيعة وجمال السافانا في أبهى صورها مما يساهم في تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على هذا التراث الطبيعي.
