ترامب يفاجئ العالم بمقاطعة قمة العشرين في جوهانسبرغ
افتتحت في جوهانسبرغ أول قمة لمجموعة العشرين على أرض أفريقية اليوم السبت وسط غياب لسلطات الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاطعة الاجتماعات بشكل كامل في خطوة تعكس توترات سياسية عميقة مع الدولة المضيفة جنوب أفريقيا وتوسع الهوة بين واشنطن وبقية الدول الكبرى بشأن قضايا المناخ والتنمية ومع عدم وجود أي تكهنات بشأن تصحيح الفجوة الحالية بين الجانبين.
قد بدأت الأزمة بشكل علني عندما اتهم ترامب الحكومة في جنوب أفريقيا باتباع سياسات عنصرية ضد البيض واتهامها باضطهاد الأقلية الأفريكانية حيث اعتمدت تلك التصريحات روايات غير دقيقة تم رفضها بسرعة من قبل الأمم المتحدة وبعض الحكومات الغربية مما ساهم في زيادة حدة التوتر بين الطرفين وتفجر الأوضاع بشكل غير متوقع وغياب أي مؤشرات على احتمالية التوصل إلى حل.
ذهب ترامب أبعد من ذلك واعتبر أن وجود الولايات المتحدة في القمة يعد بمثابة شرعنة لنظام يمارس التمييز مما دفعه لإصدار أمر رئاسي يحظر عن المشاركة أي مسؤول أمريكي رفيع المستوى في القمة حيث يعد ذلك تحولًا غير مسبوق في النهج السياسي والذي يعكس مسلسل الخلاف طويل الأمد بين واشنطن وبريتوريا حول قضايا المناخ والديون.
تحتضن جنوب أفريقيا كدولة مضيفة جدول أعمال يمركز على أربعة محاور رئيسية هي تمويل الدول الفقيرة لمواجهة الكوارث المناخية وخفض أعباء الديون على الدول النامية بالإضافة إلى تسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة مما يضمن استفادة الدول الأفريقية من ثرواتها المعدنية ومع تلك المحاور تم عرقلة سير القمة بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة.
أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيرتو فقد اعتبر الأجندة المطروحة للقمة مشغولة بقضايا التنوع والمناخ أكثر من مراعاة مصالح دافعي الضرائب الأميركيين حيث أعلن في فبراير الماضي مقاطعة اجتماعات وزراء الخارجية قبل القمة مما يعكس عدم رغبة واشنطن في المشاركة الفعالة وقدرتها على التفاوض في ظل هذه الأوضاع.
تسعى دول الجنوب العالمي لتحقيق ما تصفه بلحظة تاريخية نحو تكافؤ اقتصادي حيث تواجه صعوبة في تحقيق أهدافها في ضوء انحراف وجهات النظر الأمريكية عن دور المجموعة الاقتصادي مما يزيد من الهوة بين الجانبين من خلال استمرار التباعد الحاصل والذي يعكس فقدان الثقة بين الأطراف.







