بوتين يبرم اتفاقية لاستعادة الهوية الروسية لأوكرانيا بنسبة 95%
كشفت وثيقة رسمية وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونُشرت يوم الثلاثاء عن تفاصيل جديدة تتعلق بتعزيز اللغة والهوية الروسية في المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو منذ بداية الحرب في عام 2022، تأتي هذه الوثيقة تحت عنوان “استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى عام 2036” وهي عبارة عن مرسوم رئاسي يتضمن أهدافًا تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية الثقافية في تلك المناطق تركز الوثيقة على أهمية اتخاذ إجراءات تضمن أن يصبح 95 بالمئة من سكان أوكرانيا “روسًا” بحلول عام 2036، مما يعكس اتجاهًا روسيًا واضحًا لفرض نفوذ ثقافي ولغوي.
التوجهات الواردة في الوثيقة تُظهر نية موسكو لتعزيز سيطرتها الثقافية على الأراضي الأوكرانية ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوات إلى المزيد من التوترات بين روسيا وأوكرانيا حيث تسعى روسيا لتعزيز الهوية الروسية في ظل بيئة متوترة تجعل من ذلك تحديًا كبيرًا، في الوقت نفسه من المرجح أن تؤدي هذه الخطوات إلى ردود فعل مناوئة داخل أوكرانيا حيث يدعو الكثيرون للحفاظ على الهوية الثقافية الأوكرانية والتصدي لأي محاولات لفرض تأثيرات روسية.
تاريخيًا ترتبط روسيا وأوكرانيا بروابط عميقة تعود لقرون عديدة لكن الحرب العالمية المعاصرة أثرت بشكل كبير على تلك الروابط، حيث كان جزء من الأوكرانيين يميلون تقليديًا إلى موسكو ويتحدثون كل من اللغتين الروسية والأوكرانية على حد سواء، لكن النزاع المسلح غير تلك النظرة التقليدية وأدى إلى انتعاش قوي للروح الوطنية الأوكرانية وزيادة المطالب بالاستقلال الثقافي والسياسي.
استطلاعات الرأي الحديثة تشير إلى تراجع ملحوظ في استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا حيث يعبر الكثير من الناس عن موقف رافض لأي ارتباط ثقافي أو سياسي بروسيا، في وقت يشهد فيه المجتمع الأوكراني توترات واضحة تستدعي ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية وتجاوز التأثيرات الخارجية حيث تسعى أوكرانيا إلى بناء مجتمع متماسك بعيدًا عن الهيمنة الروسية.
